قبل ان يغادرنا التاريخ

رقمية او على ورق، حديثة و قديمة
صورة العضو الشخصية
نبوخذنصر
Private - Jundi
Private - Jundi
مشاركات: 27
اشترك في: الخميس أكتوبر 18, 2012 7:42 pm

Re: قبل ان يغادرنا التاريخ

مشاركة بواسطة نبوخذنصر » الثلاثاء أكتوبر 23, 2012 6:36 pm

إذن وصلنا إلى يوم 30/12/2002 وهو اليوم الذي وجهت فيه الدعوة للضباط للقاء الشهيد صدام في قصر الرضوانية غرب بغداد بجوار المطار.. وتم اللقاء في قاعة ملحقة بذلك القصر...



يقول الفريق رعد:

خاب ظني عندما شاهدت أكثر من ثلاثين ضابط من ضباط الحرس الجمهوري، منهم بمناصب ادارية وفنية... كان اعتقادي ان سبب الاجتماع هو مناقشة خطة الدفاع عن بغداد... وبما أن مستوى الحضور بهذا الاتساع فسوف يكون اللقاء عاديا... وقبل وصول الشهيد الى القاعة استدعي رئيس الاركان والمشرف للقاء معه في غرفة جانبية...



ثم دخل الشهيد مبتسما ومرحبا بنا... قال: كيف حالكم يا شباب... اطلعت على خطتكم... فعلى بركة الله... ثم تقاطر على منصة الخطابة عددا من الضباط بدءا برئيس الاركان... وكانت الخطابات تدور حول الولاء والاخلاص والاستعداد للقتال... أما أنا فقد قررت أن لا أتكلم لأن السيد عبد الحميد حمود كان قد قال لنا حين اكتملنا: اخوان... السيد الرئيس متعب ومرهق بالموقف العام... لاتذكروا أية مشاكل...ركزوا على الجانب المعنوي...



بعد الخطابات شكرهم صدام على مشاعرهم... ثم تحدث عن الازمة وقال ان العراق خال من اي سلاح محظور وطلب منا فتح معسكراتنا امام المفتشين... وقال: اننا لا نريد هذه الحرب ولكن اذا فرضت علينا فسنركع أمريكا وندمر جيوشها – ((اي لا هوايه :-q )) - على حافة الصحراء وإن ارادة الله بأن تخذل القوى الشريرة العظمى امام قوة الحق، وان كانت صغيرة... وأنا متأكد من انتصارنا ومن تركيع أمريكا إذا جاءت بجيوشها لأنه لم يبق لله جيش يقاتل في سبيله سوى جيش العراق...



وبعد انتهاء اللقاء أخذنا الصور التذكارية مع صدام بشكل جماعي وغادر الجميع... وظل موضوع خطة الدفاع عن بغداد يؤرقني...



أعتقد أن أي شخص يقرأ كلام الفريق ربما سيلومه على عدم القاءه خطابا في ذلك الموقف يبين فيه ما يؤرقه طالما كان متاحا له!!! ولماذا لم يتحدث... خاصة وأن البلد على مفترق طرق خطير.... حيث انها على وشك وقوع عدوان لن يرحم كبير أو صغير ولن يبقي حجر أو شجر!!! فهنا لا مجال للمجاملات ولا مجال للخوف.... مهما كان الحاكم جائرا أو ظالما... فالمسألة مسألة دولة بحالها وليست مسألة حاكم!!! وأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر!!!! هذا إذا اعتبرنا أن الشهيد رحمة الله عليه كان ظالما أو جائرا.... وان الفريق كان يخشى من سطوته كما بعض الضباط... مثلما ذكر سابقا... وعلى كل حال... لا نريد القاء التهم جزافا... فالله وحده أعلم كيف كان الحال في ذلك الموقف....



المهم...

بعد اسبوعين التقينا اللواء حسام محمد أمين، مدير دائرة الرقابة الوطنية ((فك الله أسره مع اخوانه الاشراف))، وشرح لنا أسلوب التعامل مع المفتشين.. ثم جاء الجواسيس المفتشين الى مقراتنا ووحداتنا ولم يعثروا على أي شيء... في ذلك الوقت كانت القيادة العامة تنفذ عددا من التمارين لمجموع القيادات العسكرية التابعة للمقر العام، والقيادات السياسية والحزبية للمنطقة المركزية، وكان يحضرها الشهيد قصي وكنت ارافقه وادلي ببعض الملاحظات وأقدم التقارير والتقييمات بشكل عام... وكانت تجري تمارين بإشراف الامام عزة الدوري يحضرها معظم أعضاء القيادة السياسية والوزراء المعنيين....



الصفحة 293 تسارع الاحداث والاقتراب من الحرب...

حديث مطول عن تصاعد الاحداث السياسية وخاصة في اروقة الامم المتحدة، والاتهامات للعراق، والمحاولات الامريكية الحثيثة المستميتة لشيطنة نظام الشهيد صدام، واعتباره المسؤول عن مآسي أبناء العراق.... لكن في الصفحة 294 – 295 كلام غريب... أعتقد أن الفريق رعد نقله من كتاب آخر.... أو... ربما هو رأيه الشخصي....



يقول:

كانت نتيجة الاستفتاء الذي جرى في العراق في 15/10/2002 حول الولاء للرئيس واعادة انتخابه لسبع سنوات أخرى مائة بالمائة، ويبدو أن الرئيس صدق نتيجة الاستفتاء!!! لأن ذلك يتوافق مع داء خداع الحواس المصاب به!!! ومع ظاهرة الصنمية التي تطغى على جميع الممارسات الحزبية والجماهيرية ما دعاه الى إطلاق جميع السجناء، ومنهم مجرمون كبار وقتلة..... وهذا ما اعتبر تهديدا للأمن لوطني حيث انه بمثابة اطلاق ذئاب في حظائر أغنام.... لقد أراد الرئيس من هذا القرار الخطأ أن يعبر عن شكره للشعب الذي آزره في هذه الانتخابات!!!!



بنفس الصفحة هناك حديث مطول عن: التمسك المقدس بالموروثات من غير تمحيص، جعلت المجتمعات العربية بيئة صالحة لنشوء الزعامات الدكتاتورية.... حتى الطوائف الدينية والمذهبية لها زعامات دكتاتورية!!! من كان يجبر مئات الالاف على التعبير الهستيري عن حبهم لزعاماتهم... من الذي أجبر القادة العسكريين للتنازل عن مقومات شخصياتهم ومناصبهم للزعامات السياسية... من كان مجبرا على النفاق في أقصى حدوده.!!!



هكذا كان العراق هشا في حقيقته!!!!! فالباطن عكس الظاهر، فالظاهر ان العراق كان قويا متماسكا قادرا على التحدي والصمود... وعلى هذه الظواهر أعدت جداول حسابات القدرة السياسية والعسكرية والاقتصادية... والكل كان في مزاد كبير لعرض القوة ولا أبريء نفسي من هذا!!!!! فالتيار العام يجبرنا على الكلام الكبير في استعراض القوة كي ندفع عنا تهمة الجبن والتخاذل... بينما حقائق الامور تجبرنا على المجازفة لعرض الحقائق تلك بأشكال مخففة...



يقول الفريق في الصفحة 296

كانت ثقتي عالية بكل من يحيط بي من ضباط ركن وقادة وأمرين وجنود... وضعنا مناهج تدريبية واقعية وجداول عمل واسعة في ضبط الاستحضارات والاستعدادات... وقد حددت يوم 15/2/2003 موعدا أخيرا لإكمال تلك الاجراءات وتم انفتاح جميع قوات الفيلق ابتداءا من ذلك التاريخ... وعلى مسؤوليتي... وكانت الأولويات التي حددتها في توجيه العمليات في نهاية شهر شباط كالآتي:

اكمال مستلزمات الاستعداد القتالي وتدقيقها جيدا إلى مستوى الجندي والاهتمام بأعمال التمويه والاختفاء

عدم اشغال المواضع البديلة إلا بعد تعرض الموقع الرئيسي لقصف معادي

بث دوريات الاستطلاع وفتح المراصد والكمائن الخاصة بأسلحة الدفاع الجوي

اعتماد نظام اتصالات الارتباط الشخصي وعدم استخدام الاتصالات اللاسلكية إلا في المعارك

تدقيق أعمال المساحة للمدفعية وتدقيق مواضع المدفعية الجوالة

التصرف الفوري ومعالجة المواقف الطارئة في حالة مفاجأة العدو لنا بأعمال الدوريات العميقة



الانفتاح العام للقوات العراقية عشية العدوان

كان الانفتاح العام للقوات المسلحة العراقية مبنيا على خطط الدفاع الرئيسية تجاه عدد من التهديدات التي قد تحدث في آن واحد أو بشكل متعاقب... سواء تهديدات فارسية مجوسية مثلا – استخدام جواسيس الفرس وخنازيرهم من فيلق غدر المجوسي الى حزب الدعوة الى الكفر وغيرهم – إضافة الى خنازير الطلباني والمسعور.... وقد عمد العراق إلى تقسيم الدفاع العام إلى أربع مناطق رئيسية هي:

المنطقة الشمالية: محافظتي نينوى (الموصل) والتأميم (كركوك) وجزء من ديالا وصلاح الدين (شمال بيجي)، بقيادة السيد عزت الدوري، تتوفر فيها القوات التالية: الفيلق الاول بقيادة الفريق حميد رمضان التكريتي بثلاث فرق، إضافة الى جيش القدس لمدينة كركوك (شمال بغداد بـ 340 كم)... ثم الفيلق الخامس بقيادة الفريق الركن سالم حافظ التكريتي بثلاث فرق إضافة إلى فرقة جيش القدس لمدينة الموصل (شمال بغداد بـ 400 كم)...



المنطقة الوسطى: تشمل بغداد، الانبار (الرمادي) صلاح الدين، تكريت، ديالا (بعقوبة) وجزء من واسط وكربلاء، بقيادة الشهيد قصي صدام حسين، فيها القوات التالية: فيلق ألله أكبر حرس جمهوري بقيادة الفريق الركن مجيد حسين الدليمي بثلاث فرق: حمورابي (المدرعة) بقيادة اللواء الركن نجم عبد الله العجيلي، فرقة عدنان (الآلية) بقيادة اللواء الركن سفيان ماهر التكريتي، فرقة نبوخذ نصر (المشاة) بقيادة العميد الركن محمود خضير، ولواء قوات خاصة بقيادة العقيد الركن عاصي العبيدي... مفتوحة للدفاع شمال بغداد.... ثم..... فيلق الفتح المبين بقيادة الفريق الركن رعد مجيد الحمداني بثلاث فرق مفتوحة للدفاع جنوب وجنوب غرب بغداد وشرقها وجزء من ديالا والكوت (جنوب شرق بغداد بـ 170 كم) وهي: فرقة المدينة المنورة (المدرعة) بقيادة اللواء الركن رياض حسين الناصري، فرقة النداء (المدرعة) بقيادة العميد الركن كريم جاسم الناصري، فرقة بغداد (المشاة) بقيادة اللواء الركن صالح ابراهيم السلماني.. ولواء قوات خاصة بقيادة العميد الركن أحمد كامل التكريتي، فرقة المعهد التدريبي حرس جمهوري بقيادة اللواء الركن ضاري الحديثي.... ثم.....الفيلق الثاني (جيش) بقيادة الفريق الركن فوزي ابراهيم اللهيبي بفرقتين مفتوحتين للدفاع عن جزء من الحدود الشرقية مع دولة السموم الكسروية جنوب خانقين (180 كم شمال شرق بغداد) وجزء من حدود التماس مع ميليشات خونة الاكراد (قضاء كلار)..... ثم... جميع مؤسسات وزارة الدفاع وفرق جيش القدس في المحافظات المذكورة.... ثم... لواء الحرس الجمهوري الخاص ووحدات جهاز الأمن الخاص....



منطقة الفرات الأوسط: تشمل محافظات بابل (الحلة 90 كم جنوب بغداد) كربلاء (140 كم جنوب غرب بغداد) النجف (180 كم جنوب غرب بغداد) القادسية (الديوانية 110 كم جنوب بغداد) المثنى (السماوة 340 جنوب غرب بغداد)... فيها فرق جيش القدس والتنظيمات المسلحة للحزب، بقيادة عضو القيادة السياسية السيد مزبان خضر هادي – فك الله أسره – يعاونه السيد محمود غريب، عضو القيادة السياسية...



المنطقة الجنوبية: تشمل محافظات البصرة (540 كم جنوب بغداد) ميسان (العمارة 360 كم جنوب بغداد)، ذي قار (الناصرية 440 كم جنوب غرب بغداد) وفيها القوات: الفيلق الرابع بقيادة الفريق الركن حكمت ناظم بفرقتين إحداهما مدرعة إضافة إلى جيش القدس بالعمارة... ثم الفيلق الثالث بقيادة الفريق الركن نوري داود مشعل العبيدي بأربع فرق ((كان قائد واحدة من تلك الفرق اللواء الركن البطل خالد حاتم الهاشمي))، إحداها مدرعة والثانية آلية (ميكانيكية) واثنتان مشاة، إضافة إلى فرق الجيش القدس في المحافظات المذكورة.... ثم القوة البحرية وقوامها فرقة مشاة..... ويقود تلك المنطقة الفريق الركن (البطل المجيد) علي حسن المجيد...



الانفتاح العام لفيلق الفتح المبين – حرس جمهوري –

أولا: كان المقر الرئيس في منطقة الدرعية (قضاء المدائن جنوب بغداد بـ 52 كم) بإشراف رئيس أركان الفيلق اللواء الركن فائق عبد الله العبيدي، ويعاونه عدد من ضباط الركن والمخابرة والحماية... مع مقرات الصنوف الرئيسية:

صنف المدفعية بإمرة اللواء الركن أركان ياسين التكريتي.

صنف الهندسة العسكرية بإمرة العميد الركن جاسم محمد المهداوي

صنف الوقاية الكيماوية بإمرة العميد فيصل سعيد شيت

صنف الحرب الالتكرونية بإمرة العميد حسن الفلاحي



ثانيا: المقر الإداري في منطقة سلمان باك الأثرية جنوب بغداد بـ 50 كم، بإشراف مدير الإدارة اللواء نبيل عبد المنعم علي، يعاونه عدد من الضباط الاداريين وعناصر من الحماية وعدد المقرات الخدمية...

صنف التموين والنقل (الإمدادات) بإمرة العميد الركن اسكندر التكريتي.

صنف الإدامة والتصليح (التصلح والإنقاذ) بإمرة العميد هشام الموصلي

صنف الطبابة بإمرة العقيد الطبيب سعد عبد الهادي



ثالثا: المقرات التعبوية البديلة بإمرة عدد من ضباط الركن: العميد سامي أحمد شهاب، العميد الركن فلاح حسن، العميد الركن طيار سامي الهيتي، العميد الركن عوف عبد الرحمن، العقيد الركن مزهر.. وغيرهم مما لايتسع المجال لذكرهم والمدان لهم بالإخلاص والتعاون الكبير الذي لمسته منهم جميعا... وكانت هذه المقرات في الصويرة، النهروان، المسيب، ناحية الرشيد، المدائن...



انفتاح الفرق وتشكيلاتها والتشكيلات الساندة:

فرقة النداء مقرها في بهرز من اقضية ديالا – اللواء المدرع 41 في بعقوبة – اللواء المدرع 42 في النهروان – لواء المشاة الآلي 43 في منطقة شرق ديالا – سرية الاستطلاع ضمن القاطع...

فرقة بغداد مقرها مدخل مدينة الكوت – اللواء الرابع في غرب دجلة – اللواء الخامس جنوب مدينة الكوت على محور الغراف – اللواء السادس شرق نهر دجلة- سرية الاستطلاع ضمن القاطع.

فرقة معهد التدريب: المقر والوحدات شرق نهر دجلة (منطقة الحفرية – العزيزية – تبعد 70 كم جنوب شرق بغداد)

فرقة نبوخذ نصر دخلت بإمرة الفيلق في بداية العدوان، في محافظة بابل، وكتيبة استطلاع الفيلق بإمرة العقيد الركن روكان العجيلي، تدافع عن جسر القائد الاستراتيجي على نهر الفرات في اليوسفية

مدفعية الفيلق في قاطع الصويرة – الكوت

لواء القوات الخاصة الثالث احتياط في بغداد....
الشمس شمسي و العراق عراقي [*][*][*] ما غير الدخلاء من اخلاقي

صورة العضو الشخصية
نبوخذنصر
Private - Jundi
Private - Jundi
مشاركات: 27
اشترك في: الخميس أكتوبر 18, 2012 7:42 pm

Re: قبل ان يغادرنا التاريخ

مشاركة بواسطة نبوخذنصر » الثلاثاء أكتوبر 23, 2012 6:47 pm

في يوم الثلاثين من حزيران 2002 التقى صدام بقادة فيالق وفرق الحرس الجمهوري، وحضر اللقاء نجله قصي، ورئيس اركان الحرس الفريق سيف الدين الراوي، والامين العام الفريق كمال مصطفى عبد الله، وعبد الحميد حمود سكرتير الشهيد... فك الله اسره مع اخوانه.... اراد الشهيد ان يستمع من القادة عن استعداداتهم لاحتمالات حرب قد تقع مع أمريكا....



يوم 21/8/2002 زارني قصي بوقت مبكر، في مقري جنوب بغداد بحوالي 50 كم، وبعد تبادل التحية طلب الاجتماع بي على انفراد... أخبرني انه اجابتي بصراحة على بعض الاسئلة... سألني أولا: هل الحرب مع أمريكا أمر محتمل؟ فأجبت بلا شك إنها أمر واقع وقريب بالرغم من انني بعيد عن دوائر المعلومات اللازمة لمعرفة ذلك.... ثم سألني: ما هو توقعك كنسبة عامة للذين سيصمدون من قوات الحرس الجمهوري في الحرب القادمة حتى نهايتها؟ فأجبت اذا حافظنا على استراتيجيتنا هذه، وقد اثبتت فشلها في حرب 1991 بالرغم من ان قدراتنا آنذاك كانت أضعاف قوتنا اليوم، ستصاب قواتنا بالهلع لشدة التدمير المتوقع بفعل الضربات الجوية والصاروخية المعادية... أفضل نسبة توقعها هي صمود 50% من الضباط و25% من الجنود... وإذا اعتمدنا حرب العصابات اتوقع نسبة الصامدين ستكون معقولة ومؤثرة... وكان السؤال الثالث: ما مدة الحرب المتوقعة حسب تقديرك؟ اجبته ستكون قصيرة تتراوح ما بين 6 – 8 اسابيع لشدة التدمير وفقدان الحركة لقواتنا.... واذا عدلنا الاستراتيجية فإن الحرب قد تطول لفترة تتراوح ما بين 6 – 8 أشهر.. فرد علي مباشرة: وما الفائدة إذن وأنت ترى النتيجة ذاتها، أي خسارتنا للحرب؟؟ فأجبت: الفرق في ذلك ان استمرار الحرب لمدة طويلة يجعلها من الناحية السياسية والمعنوية متعذرة على الجانب الامريكي، وبالتأكيد إن تصاعد أرقام خسائرهم بالارواح يؤثر على الرأي العام لديهم...



لي تعليق حول موضوع الخسائر في صفوف العلوج الامريكيين.... والرأي العام الامريكي...... قرأت مرة أن الرئيس الراحل حافظ الاسد، قال لرئيس امريكي سابق ما معناه أننا نحن العرب إذا راح منا عشرة آلاف شهيد في معركة ما دفاعا عن قضيتنا وعن بلدنا، فإن رئيس الدولة التي راح منها الشهداء سيصبح بطلا بنظر شعبه، أما أنتم..... فإذا سقط منكم عشرة آلاف قتيل، فشعبكم سوف يسقط رئيسه أو يغتاله ((من كتاب حافظ الاسد والصراع على الشرق الاوسط لـ باترك سيل))...... يا ترى ما هي شعبية بوش بنظر الأمريكيين بعد الخسائر المروعة في أرواح الجنود الامريكيين في العراق على أيدي المقاومة البطولية العظيمة؟؟؟



نعود للموضوع....

أين تكمن محنة الاستراتيجية العليا العراقية في عدوان عام 2003؟ (ص 308)

الاستراتيجية العراقية كانت في وضع غير قادر على تجنب الحرب، بالرغم من عدم وجود مسوغ قانوني لأمريكا بشنها، رأت القيادة أنه من الانسب الذهاب للحرب بشجاعة إذا كان ذلك قدرها... ((بالواقع هو عدوان مفروض.....)).



حرية محدودة في العمل السياسي نتيجة الضغوط السياسية الهائلة التي مارستها أمريكا في المحيطين الاقليمي والدولي.. ((لاتنسوا أن بعض الاذناب والمستعربين الراكعين عند أقدام رايس، بدأو بإبعاد السفراء والدبلوماسيين العراقيين قبل وقوع العدوان بدون أي سبب قبل وقوع العدوان تنفيذا لأومرا سيدتهم رايس))...



أفصحت أمريكا عن هدفها من العدوان بإسقاط النظام السياسي في العراق..

((مع التحفظ طبعا.... نورد هذه الفقرة..... وهي على الاكيد منسوخة، ولا اعتقد انه كان يجب على الفريق ادراجها... لكن أوردتها حتى لايقال إنها مصادرة للرأي الآخر... هذا إذا كانت هي فعلا رأي الفريق من جهة... ومن جهة ثانية، إن إدراجها يأتي اثباتا على عدم صحتها حاليا في أيامنا هذه....... وهي تزعم: بأن الولاء السياسي الحقيقي للقيادة العراقية على المستوى العام للشعب والجيش تدنى بشكل حاد... ما يؤكد هبوط احتمالية القتال الجدي للقوات المسلحة والحزب!!!!! رغم أن نتائج آخر استفتاء حول رئاسة الشهيد كانت بنسبة مائة بالمائة!!! ((التعليق حين انتهاء الكتاب....)).....



إندلاع العدوان

كانت المراكز الرئيسية للعدو تقع في: مشيخة قطر، الارض المسلوخة من البصرة، مشيخة البحرين، عدا عن مراكز أخرى في دول أخرى محيطة بالعراق... ((المشهور أقوى من المذكور)).... وبلغ مجموع الطائرات التي استعدت للعدوان 994 طائرة... ترافقها 154 قطعة بحرية...



في الساعة الخامسة والنصف صباح يوم 20/3/2003 شنت طائرات شبح غارة على مزرعة "ابنة الاكرمين، وسليلة عائلة المجد العراقي العربي الاصيل رغد" في منطقة الدورة... فقد كانت ادارة الشر الامريكية تظن انه هدف الفرصة الذهبية... ثم اتبعت ذلك بموجة من الصواريخ الجوالة ضد اهداف في بغداد... وكان الشهيد يتواجد في أحد المنازل المتواضعة في حي التشريع قرب القصر الجمهوري رقم واحد...ثم ظهر بعد حوالي الساعتين يذيع خطابه المشهور ((الذي تخلله قصيدة أطلق لها السيف...))... ثم في نفس التوقيت بدأت العمليات البرية من قبل الجيش البريطاني بهجوم مباشر على ام قصر ((التي سرق نصفها شيوخ ال الانبطاح عقب توقف عدوان عام 1991... اللص يبقى دائما لص مهما تبرقع... وهؤلاء قوم لصوص))... وكان يدافع عنها لواء المشاة 45... وكانت معركة ام قصر من أطول المعارك حيث استمرت سبعة عشر يوما... كانت المقاومة العنيدة الشرسة التي أبداها هذا اللواء العراقي البطل خارج تصور كلا الطرفين البريطاني والامريكي ((حبذا لو ذكر لنا الفريق رعد اسم قائد هذا اللواء كي نحفره في ذاكرتنا...)).... في الوقت الذي اندفعت فيه طلائع القوات المدرعة الامريكية بدخول الصحراء العراقية جنوب غرب البصرة بتشكيلات جحافل معركة من الدبابات وعناصر الاستطلاع ((الجواسيس)).... هذا في الوقت الذي كانت فيه الطائرات تقوم بقصف سلسلة من الاهداف الثابتة في عموم العراق... وكانت الليلة التالية ليلة الرعب حيث ملأت سماء بغداد الف صاروخ وخمسمائة وخمسون مقذوفة موجهة بالليزر أطلقتها قوات العدوان الامريكية على معظم مباني الوزارات والدوائر الحكومية والمواقع الرئاسية والجسور...



كان صمود اللواء 45 مشاة في أم قصر مدعاة لزعزعة الثقة بالقوات الغازية المعتدية، وظهر ذلك جليا في وسائل الاعلام الغربية والامريكية، كذلك أبدت مدينة الزبير مقاومة شديدة.... ما أخر الاحتلال البريطاني لها ((المقاومة من قطعات الفيلق الثالث... الفرقة المدرعة السادسة والفرقة الالية 51)) وهو ما أثر ايضا على سرعة تقدم القوات الامريكية على محور الفرات....



في الساعات الـ 72 الأولى لبدء العدوان كانت القوات الامريكية قد حققت التماس مع بعض القوات العراقية المدافعة عن الناصرية ((الفرقة الحادية عشرة وفرقة جيش القدس))... ومعلوم أن نهر الفرات يشطر تلك المدينة الى نصفين... وكانت القيادة التي تدير المعارك هناك متمثلة بأحد أعضاء القيادة السياسية وهو عادل الدوري يعاونه الفريق الركن رعد عبد المجيد التكريتي... كانت القوات الامريكية تنوي تطويق هذه المدينة من اتجاهين: جنوبي مفرق سوق الشيوخ وآخر شمالي... لكن في الجنوب واجهت مقاومة اسطورية شديدة وقعت فيها خسائر أمريكية من قتلى وجرحى ما أحدثت صدمة قوية على الشعب الامريكي حين تم عرض الاسرى... وعرض التلفزيون العراقي صورا لتلك الخسائر البشرية العلوجية.... حينها جن جنون أمريكا لهذا الذي حصل... ورغم عشرات الصواريخ والقذائف والمقذوفات التي كانت تسقط على العراق في كل مكان، إلا أن معنويات الشعب العراقي كانت عالية جدا، وهذا ما أغاظ الامريكان وزاد من جنونهم أكثر....



في شمال مدينة الناصرية استطاعت القوات الامريكية العبور مع بعض الخنازير القادمين من دولة السموم الصفراء الكسروية، وهم عناصر فيلق الغدر التابعين لابن العقور الزنيم... واندفعت القوات على محور الغراف (نهر يتفرع من دجلة، الكوت الى نهر الفرات شمال الناصرية).... اندفع لواء امريكي مسنود بطائرات مقاتلة ومروحيات الاباتشي خارج الطريق العام محققا نجاحا من الشطرة الفجر الرفاعي قلعة سكر الحي (50 كم جنوب الكوت)... فكان أن عزل القاطع الجنوبي ((كان فيه الفيلق الرابع بقيادة البطل حكمت ناظم))..... في ذات الوقت كان المحتل البريطاني قد دنس بواسطة خنازيره مدينة الزبير... وكذلك دنسوا مطار البصرة الدولي... وكانت قوة بريطانية أخرى قد اندفعت من ميناء الفاو الى ابوالخصيب لتحقق التماس بقطعات القوة البحرية المدافعة....



ثم استطاعت القوات الامريكية تخطي السماوة بعد السيطرة على مداخلها ومخارجها... ورغم انه لم يكن فيها قوات جيش وانما جيش القدس وبعض التنظيمات المسلحة الحزبية، إلا أن الرتل المندفع باتجاه الديوانية حين دنسها... كانوا شديد الحذر خوفا من وجود مقاومة تسحقه... أما في الجانب الغربي فقد حقق الجيش الامريكي بعض التماس بالقوات المدافعة عن النجف... وبسرعة علية دنست القوات الامريكية المحمولة جوا المدينة... فوقفت الجماهير العراقية بوجههم سلميا قرب مرقد الامام علي... فاضطروا للخروج منها، وكان الذي يقود معركة الدفاع عنها الفريق الركن صلاح عبود الذي طلب في هذا الموقف الصعب اسنادا ناريا من قوات الحرس الجمهوري، فخصصت له عددا من مدافع فرقة المدينة المنورة ذات المدى البعيد...



قبل نهاية الاسبوع الاول كان الامريكيون قد استطاعوا الوصول إلى جسر الكفل الاستراتيجي وبعدها دنسوا مدينة ذو الكفل (فيها قبر النبي ذو الكفل، وهو أحد أنبيا بني اسرائيل خلال السبي البابلي)... وفي ذلك الوقت قال قائد الفرقة الامريكية المحمولة جوا: لقد وصلنا إلى حدود إسرائيل الشرقية!!!! وكان هذا الجسر مهيئا للتخريب، لكن نتيجة بعض الاخطاء لم ينسف الجسر... ورافق ذلك ليلة 26/3 انزال اللواء 173 من الفرقة الامريكية المحمولة جوا في المنطقة الكردية شمال العراق.... أما من الاتجاه الغربي للعراق قامت قوة من الفرقة 82 المحمولة جوا بالانزال على سد حديثة الكائن شمال الرمادي بـ 140 كم... وقد سبقتها مجاميع قوات خاصة عراقية ((خونة ساقطين))... بقيادة ضابط عراقي سابق يدعى محمد عبد الله الشهواني كانت قد توغلت عميقا بالهليوكبتر نحو مواقع مفترضة لاطلاق صواريخ ارض ارض في الاسبوع الاول من شهر شباط... واندفعت مجموعات منها بواسطة عجلات عسكرية محورة للعمل في الصحراء لمدة طويلة الى منطقة جنوب بحيرة الحبانية تدعى قناة المجرة... وهذه القناة تنقل المياه الى بحيرة الرزازة جنوبا نحو كربلاء... في هذا الوقت افتتح عدد من الخونة الساقطين الهاربين إلى الغرب بقيادة سليم شاكر الامام مقرا لادارة العمليات في منطقة الكيلو 160 على الطريق الموصل ما بين الانبار والحدود الغربية للعراق...



قبل نهاية الاسبوع الاول من الحرب انفتح فيلق الفتح المبين كما يلي:

فرقة المدينة المنورة تدافع على خط الصويرة، مفرق الطريق السريع مع طريق المسيب المحاويل، المسيب كربلاء.



فرقة بغداد تدافع عن قاطع الكوت.. دفعت باللواء الرابع منها اضافة الى سرية مقاومة دروع من الفيلق الى قاطع النعمانية الشوملي...



فرقة النداء لا تبدل (قاطع جنوب وشرق بغداد وبعقوبة)



فرقة معهد التدريب (قاطع شرق الصويرة)



فرقة نبوخذ نصر (وصلت من الفيلق الاول) تدافع في قاطع الحلة 90 كم جنوب بغداد من ناحية الامام القاسم – مفرق الطريق السريع، ديوانية/بغداد وفي الهاشمية والحلة الى الهندية لستر المقترب الوسطي لبغداد.



كتيبة استطلاع الفيلق ناقص سرية الاستطلاع العميق والفوج الثاني من اللواء العاشر المدرع لحراسة الجسر الاستراتيجي غرب اليوسفية جرف الصخر، وكان الجسر مهيئا للتخريب حيث سلمت آمر الكتيبة أمرا بنسفه حال الاحساس باقتراب العدو.



سرية الاستطلاع العميق على خط النفط الاستراتيجي ما بين كربلاء والنجف، يساندها بطارية بعيدة المدى.



لواء القوات الخاصة ناقص فوج في جنوب بغداد (فوج منه يقوم بأعمال دوريات القتال في قاطع الديوانية عفك، وبإسناد مدفعية بعيدة المدى من الفيلق).



جرى هذا الانفتاح لقواتنا منذ منتصف شهر شباط قبل الحرب بإلحاح شديد مني بعدما اتضح جليا اتجاه التعرض المعادي المحتمل من اتجاه الجنوب ((اي من اتجاه الارض المسلوخة من مدينة البصرة))... وقد نفذت قواتنا جدولا طويلا من الاجراءات الدافعية منها سبعة الاف موضع قتال للدروع وللمدفعية والعجلات الكبيرة، واكثر من الفين موضع عجلات مختلفة، و1864 كدس مواد تموين قتال من الاعتدة المختلفة، حيث جرى تفريغ المستودعات الرئيسية خشية تدميرها... وجرى توزيعها على التشكيلات القتالية وأكثر من اربعين الف موضع قتالي مزدوج للاشخاص مع كافة اجراءات التمويه الميداني... وغيرها من الاعمال الميدانية مثل اعداد مقرات ومواقع سيطرة واخلاء وتصليح وغير ذلك...



معركة الكفل...((ص 320))...

يوم السادس والعشرين من آذار (صادف العاصفة الترابية الشهيرة التي لم يشهد العراق مثلها منذ خمسون عاما) ارسل الشهيد قصي صدام بطلبي، وكان ينتظرني مرافقه الاقدم المقدم علي حسين رشيد بالملابس المدنية... فالتقيت به في دار تقع في طرف حي المنصور ببداية شارع 14 رمضان... وبعد التحية والسلام وقفنا بجانب خريطة معلقة على الحائط.. وكان كل شيء يهتز في القاعة لشدة القصف الجوي والصاروخي على اهداف قريبة... وطلب مني معالجة الموقف في قضاء الكفل بعد أن دنسه العدو حين عبر على الجسر دون تفجيره... كما طلب مني عدم الدخول بمعركة حاسمة حفاظا على قدرات الحرس الجمهوري لأجل معركة بغداد... أطلتعته على ما قمت به من دفع عدد من الوحدات والدوريات القتالية وتحرك عدد من الوحدات خارج قيود المقر الاعلى للضرورات الميدانية... فأيدني بما قمت به... كذلك طلبت كسبق للنظر وكي لا يتكرر موضوع جسر الكفل مع جسر جرف الصخر لاهميته ضرورة نفسه مبكرا.... ثم اتصلت من مكتب الشهيد قصي برئيس أركان فيلقي اللواء الركن فائق عبد الله وطلبت منه إنذار قوة واحب من لواء القوات الخاصة، وأن تتحشد هذه القوة في قضاء المحاويل (شمال الكفل بـ 28 كم) وطلب أن يكون آمر اللواء وآمر الفوج المظلي المقدم الركن جيحان بانتظاري في نفس المكان... كذلك طلبت من آمر مدفعية الفيلق واستغلالا لظروف العاصفة الترابية الشديدة دفع عدد من بطاريات المدفعية من فرقة المدينة المنورة ومدفعية الفيلق لاسناد العملية....



في الوقت والمكان المتفق عليه، التقيت بالمعنيين... بعد جهد جهيد وبسبب العاصفة الترابية عثرت على المقر السري لقيادة المنطقة في مدرسة للبنات تجنبا للغارات الجوية... وكان على رأس هذه القيادة محمود غريب مع محافظ بابل وعدد من المسؤولين الحزبيين والمستشار العسكري اللواء الركن جواد كاظم... ثم عثرنا على قائد فرقة جيش القدس التي كانت تدافع في معركة الكفل.... ثم توقفنا بإحدى الثكنات العسكرية شمال الكفل حيث التقيت باللواء الركن مؤيد الهادي وهو من سكان المنطقة.... فشرح لي تفاصيل عن الموقف وطبيعة الارض وقدم لنا النصائح.....



اضطررنا إلى تأجيل الغارة إلى فجر اليوم التالي، وكانت العاصفة الرميلة تزداد عنفا... وكان سوء الرؤية يصل إلى بضعة أمتار أحيانا... كنا نضطر أحيانا لاستخدام المصابيح للنظر إلى ساعاتنا لمعرفة الوقت... وبإسناذ ناري كثيف شنت الغارة العنيفة بأسلحة القوات الخاصة الخفيفة والمتوسطة بنجاح كبير وبدأت انفجارات الدروع المصابة واضحة جدا، ثم انسحبت القوة المهاجمة حاملة تسعة جرحى وتركت في أرض المعركة ثلاثة شهداء بعدما تعذر سحب جثثهم لشدة رد الفعل المعادي بالنيران المختلفة...



استمرار المعارك....

كان توجيهي لقادة الفرق أن لايقتصدوا بصرف عتاد المدفعية في أية فرصة تسنح لهم لتكبيد العدو أقصى ما يمكن من الخسائر عن بعد، وإن لم يكن ايقاع تلك الخسائر مضمونا... فأبلت الوحدات بلاء حسنا بقلب القواعد القياسية باستخدام المدفعية بالاعتماد على على أساليب الطواريء كأساس في استخدامنا لهذا السلاح المهم، فمعظم البطاريات في وضع الاختفاء العام... كما كنا نرسل دوريات استطلاع بالملابس المدنية لتحديد الاهداف المعادية، وكان بعض هذه الدوريات يستخدم أجهزة ملاحة صغيرة محمولة نوع (جي بي أس) فيبعث للمقرات الميدانية بالاحداثيات لتلك الاهداف فتنفذها أقرب المدافع من مواقع وقتية وجوالة والمعدة مسبقا... والقياس الثابت بالرمي هو عشر اطلاقات دون الحاجة للتصحيح ثم ترك موضع الرمي على الفور والدخول في أقرب موضع اختفاء لتجنب صيدها بالطائرات....



أقول، حين ظهر الاستاذ محمد سعيد الصحاف على قناة ابوظبي، قال ان توجيهات القيادة العسكرية لجميع المقاتلين كانت تقضي باستخدام أسلحة المدافع والبنادق والهاونات والدبابات بدون حساب.... يعني لا تحسب كم صرفت من العتاد.... ودون اقتصاد لمدة ثلاثة أشهر ((ارمي كد ما تكدر)).... لكن بعد مرور ثلاثة أشهر لابد من التقنين حسب توجيهات القيادة... وهذا دليل على كثرة الاسلحة التي كانت متواجدة لدى الجيش العراقي... حتى اننا سنقرأ لاحقا في شهادة الفريق سيف الدين الراوي، أن المقاومة العراقية لديها سلاح يكفيها لمدة خمسون عاما....



كان لاستخدام أسلحة الدفاع الجوي باسلوب الكمائن المختلطة في أقصى الامام (الكمين المختلط عبارة عن عجلة مدرعة تحمل سلاحا مضادا عيار 23 ملم مزوج السبطانة تسحب خلفها مدفعا عيار 57 ملم وتحمل على ظهرها مفرزة صواريخ ضد الجو نوع خفيف مثل ستريلا أو أوكلا) أثرا كبيرا على مروحيات العدو... وخاصة الاباتشي، واحدثت صدمة له، فحيدت الكثير منها في تلك الاوقات وفي الاماكن المستورة (البساتين)... وكانت الضفة الشرقية للفرات ومنطقة كربلاء ساحة عمل جيدة لهذه الكمائن... فقد كان لها تأثير واضح حيث خولت آمري الكمائن صلاحيات كاملة للتصرف الذاتي بالكشف والتمييز والمشاغلة للأهداف الجوية دون الرجوع الى عمل منظمة الدفاع الجوي... وكان افضل تأثير لهذا الاسلوب القتالي هو اجبار تشكيل طائرات العدو – الاباتشي - على تغيير اتجاهه وترك ساحة المعركة قرب كربلاء في ليلة 1 – 2 نيسان...... وقد أكد لي آمر احدى الكمائن ان خسائر مؤكدة وقعت في صفوف العدو...



لقد عولت كثيرا على استخدام القوات الخاصة وكتائب سرايا الاستطلاع وكان رجال القوات الخاصة عند حسن ظني بهم، وشهدت منهم مشاهد لم أرها في الحروب التي شاركت فيها من قبل... وكان لاستخدام اسلحة مقاومة الدروع المسيرة بأساليب جديدة دور مهم أيضا في القتال، ويرجع الفضل في هذا للفريق سيف الدين الراوي الذي طور هذا السلاح وأساليب قتاله....



كانت فرقة جيش القدس بقيادة اللواء الركن عزيزالحيالي قد فشلت في إيقاف العدو ومنعه من دخول الديوانية، مفرق الطريق السريع، وذلك رغم استبسالها في القتال وتأخير العدو عدة أيام عنها... بعدها أصبح للعدو حرية العمل شرقا للوصول إلى نهر دجلة من اتجاه الشوملي، النعمانية ولتطويق مدينة الكوت من شمالها.... وحين كانت طلائع العدو المدرعة في ذلك المفرق (الديوانية – عفك – الطريق السريع) شنت قوة واجب من لواء القوات الخاصة التابعة للفيلق بقيادة مقدم اللواء العقيد الركن باسم سلسلة من الغارات ونصب الكمائن، وزرع الالغام وبإسناد مدفعي من مدافع مفردة وحسب السياق ومن موارد الفيلق وبقيادة أمر مدفعية الفيلق اللواء الركن أركان ياسين تكبد العدو فيها خسائر في الارواح والآليات المدرعة....



كانت فرقة بغداد بقيادة اللواء الركن صالح ابراهيم مهيأة جيدا للدفاع عن الكوت، وعندما احتل العدو مدينة الحي جنوب الكوت بـ 50 كم وناحية الشوملي على اتجاه النعمانية – الكوت، صدر أمر مباشر من المقر الأعلى ليلة التاسع والعشرين من آذار بسحب تلك الفرقة وتبديلها بفرقة المشاة الرابعة والثلاثين بقيادة اللواء الركن البطل عبد الكريم الحميدي – الذي استشهد فيما بعد على أيدي عصابات الغدر المجوسية الخمينية الكسروية الكافرة – وهي فرقة تابعة للفيلق الثاني التي كانت تدافع عن خانقين شمال شرق بغداد بـ 180 كم... حين علمت بهذا الأمر كنت في الهاشمية أتفقد اللواء الثالث والعشرين من فرقة نبوخذ نصر بقيادة العميد الركن محمود الجحيشي... حيث أنجزنا واجب الغارات على مفرق طريق عفك وأجبرنا العدو على الانسحاب إلى منطقة حقول الدواجن... اسرعت بالعودة إلى المقر لأعراف التفاصيل... حيث كان الامر يشير إلى سحب فرقة بغداد للدفاع عن ابوغريب وهذا أمر يعتبر من الاخطاء حيث من غير المعقول انسحاب فرقة تحت تفوق جوي معادي ساحق لمسافة أكثر من 200 كم بدون غطاء جوي، وكذلك تحريك فرقة أخرى لمسافة 300 كم...



في ليلة الثامن والعشرين من آذار اندفع العدو لمواجهة فرقة نبوخذ نصر في قاطع الحلة وعلى محورين، المحور الاول النجف – الحلفة – والمحور الثاني النجف – الحيدرية قضاء الهندية، اي من الجنوب ومن الغرب، فدات معارك شديدة تم فيها ايقاف العدو على بعد سبعة كيلو مترات جنوب الحلة، ودفع العدو خارج الهندية التي كان يدافع عنها لواء المشاة الثاني والعشرين من الحرس الجهموري، وقد عزز هذا اللواء بفوج من القوات الخاصة (الفوج الثالث) بإمرة المقدم الركن ثائر... وجرة تعزيز الفيلق بفوج قوات خاصة من لواء القوات الخاصة السادس والعشرين العائد لفيلق الله أكبر – حرس جمهوري – وقد تم إعداد سلسلة من الهجمات على شكل غارات بمستويات صغيرة لضرب العدو على طريق النجف، الحلة... بالوقت الذي كانت فيه مدفعية فرقة المدينة تدك ليلا نهارا الطريق الاستراتيجي الموصل ما بين محافظة النجف وكربلاء غرب نهر الفرات.... أما سرية الاستطلاع العميق بقيادة النقيب معد الجحيشي فقد كانت تديم التماس بالعدو الامريكي (الفيلق الخامس) جنوب غرب كربلاء، والتي أفادتني بمعلومات قبل أيام استنجت منها بأن القوات الامريكية كانت قد توقفت غرب النجف لإعادة التنظيم....





ثم يتابع الفريق رعد في الصفحة 326 فيقول:

كانت ليلة 1-2 نيسان محرجة جدا بالرغم من المعنويات العالية لقواتنا التي قاتلت ببسالة، لكن القوة الجوية المعادية أنهكت تلك القوات بسلسلة من القصف الجوي الذي استهدف مقراتها والقطعات ومناطق الادامة وطرقها... فنجح العدو بالتقدم على محور دجلة إلى منطقة مفرق النعمانية قاطعا طريق إدامة الفرقة 34 التي استبدلت فرقة بغداد في قاطع الكوت، الذي بات بدوره محاصرا من الجنوب والجنوب الغربي، ومن شمالها قاطعا الطريق الذي يوصلها ببغداد، والذي تدافع عنه قوات المعهد إضافة الى قوات مقر الفيلق واللواء السادس من فرقة بغداد، واللواء 43 من فرقة النداء...



في قاطع الفرات، نجحت قوات العدو بالاحاظة من الشمال الغربي لمدنية كربلاء ما بينها وجنوب بحيرة الرزازة، مع ضغط شديد على المحور الوسطي، النجف، الحلة والديوانية – ناحية قاسم على الطريق السريع.... وحين لقائي بقائد فرقة المدينة المنورة اللواء الركن رياض حسين في مقره الجوال في اللطيفية وجدته قلقا على وضع قطاعاته في كربلاء... فتدارسنا الموقف... وبما أن كربلاء تمثل عنق الزجاجة ويفترض الدفاع فيها بقوة لا تقل عن فرقة... فتم دفع جحفل اللواء الرابع عشر الالي مع بعض الوحدات المساندة له.... وقبل ليلتين التقيت برئيس أركان الحرس الجمهوري الذي زار قاطع نبوخذ نصر... حيث أكد علي بسحب تلك القطعات غرب نهر الفرات....



فجر اليوم الثاني لشهر نيسان نجح العدو في تطوير هجومه على محور الفرات وبدأ في تطويق كربلاء من الشمال، حيث احتل مفرق الحر – امام عون، أما على محور دجلة فتمكن من تحقيق التماس بموضع العزيزية (70 كم جنوب بغداد)... مع استمرار الضغط على محور الطريق السريع في ناحية الامام القاسم.... في نفس الوقت وصلت فرقة المشاة السادسة عشرة بقيادة اللواء الركن مؤيد الضامن لتصبح بإمرة فيلقي (الفتح المبين) وهي كانت قادمة من الموصل... وقد أطلعت رئيس اركان الحرس الجمهوري على هذا الموقف حين التقيته...



ثم عدت إلى بغداد ومنها إلى كربلاء...... أنزلت مساعدي وكتبت قصاصة ورق الـى زوجتي، التي كانت قدر غادرت منزل العائلة – الذي أصابته أضرار بفعل القصف- الى منزل والدها في شرق بغداد، طلبت منها ومن معها مغادرة المنزل الى مكان آخر بأسرع وقت ممكن، لأن رتل العدو المتقدم على محور دجلة سيحتلها دون شك خلال الايام القليلة القادمة.... وحين وصولي الى مقر الجماعة الجوالة لقائد فرقة المدينة المنورة على طريق المسيب- كربلاء، وجدته يدير معركة امام عون... وعندما وصلت إلى أرض المعركة، وجدت الفوج الالي من اللواء الرابع عشر الالي قد قدم عددا كبيرا من الشهداء الذين قاتلوا ببسالة وشجاعة، ولم يقصروا ابدا في تلك المعركة، وانهم اتخذوا الاجراءات الصحيحة في تفادي الغارات الجوية... والامر كله يعود الى التقنية العالية التي كان العدو يستخدمها... وكانت اشلاء تسعة وثلاثون شهيدا قد ملأت مواضعهم مع أشلاء عجلاتهم القتالية المدرعة....



اللقاء الاخير بالقيادة والقرار الغريب – ص 328 –

ظهر يوم الثاني من نيسان، وبينما انا على ظهر بناية حكومية شمال المسيب اراقب اللواء الرابع عشر الالي، جاءني عقيد المخابرة الشجاع جميل ليخبرني بطلب القيادة حضوري فورا الى بغداد... ودعت قائد الفرقة موصيا إياه بالصمود قدر الامكان وواعدا اياه بتعزيز قاطع كربلاء.... كان المرافق الاقدم للشهيد قصي صدام ينتظرني في استعلامات الحرس الجمهوري الكائنة في إحدى الدور السكنية خلف منزلي، فأقلني الى المقر السري الكائن في المنصور، وهو عبارة عن دار سكنية عادية، فوجدت كل من وزير الدفاع سلطان هاشم، ورئيس أركان الجيش ابراهيم عبد الستار التكريتي، ورئيس أركان جيش القدس الفريق أياد فتيح الراوي، وقائد فيلق الله أكبر حرس جمهوري الفريق مجيد حسين الدليمي...



وبعد تبادل التحيات.... قال لي قصي...

فريق رعد: استمع الى رسالة (صدام) ينقلها وزير الدفاع.... فحواها: أن مجريات الحرب خلال الاسبوعين الماضيين ما هي إلا مخادعة عسكرية استراتيجية أمريكية وأن الجهد الرئيسي للامريكيين سيكون في الايام اللاحقة من اتجاه الاردن ثم شمال مدينة الرمادي نزولا إلى شمال مدينة بغداد العاصمة... وعليه ينص توجيه الرئيس بسحب ما يمكن من القوات من جنوب بغداد الى شمالها... وأن ينظم الدفاع في بغداد ويستند على حقول ألغام عميقة يشترك فيها مجهود الدولة...



بعد مداولات واقتراحات بين المجتمعين..... كان للفريق رعد رأي يقول – ص 329 –

للعدو جهد رئيسي على محور الفرات والان في أعلى درجات ضغطه لاحتلال كربلاء للاندفاع من الممر المحصور بين شمالها وجنوب بحيرة الرزازة وهو عنق الزجاجة، وينبغي عدم السماح له بالخروج.



العدو أدام زخم هجومه في هذا المحور لوصول الفرقة المدرعة الرابعة القادمة من تركيا.



شارون نصح بوش بأن أوهن نقطة في بغداد وأخطرها هي الزاوية الجنوبية الغربية منها المنطقة المحصورة ما بين الرضوانية واليوسفية والتي تؤدي الى المطار ثم إلى المواقع الرئاسية. (قرأ الفريق رعد هذه المعلومة على الانترنت قبل شهر من وقوع العدوان). :-?



الجهد الثانوي للعدو هو محور دجلة وهو يتعرض فيه الان لاحتلال الزاوية الجنوبية الشرقية، منطقة جسر ديالى من بغداد لتطويقها من الجنوب الشرقي الى الشمال الشرقي.... ويعتبر الطريق الجنوبي السريع طريق صدام الكبير التسهيل الهام للتعاون ما بين الجهدين، وفيه يتمكن العدو من العبور نحو القصر الجمهوري رقم 1 عبر الجسر المعلق، فيتم التعاون مع قوة احتلال المطار والرضوانية في الغرب... وان تحقق هذا فتكون بغداد قد احتلت....



بناء على ذلك يجب لقاء السيد الرئيس للتداول معه حول هذا الموضوع...

اقترب مني قصي وقال لي: هل أنت متأكد يا فريق رعد مما طرحته حول الموقف العام؟ فقلت له متأكد كما اني متأكد من حديثي مع حضرتك...



ثم حصلت مناقشات بين الحاضرين جميعا... انتهت بأن قال قصي للفريق رعد: قم يا فريق رعد وبلغ ما يأتي:

تكون فرقة النداء وفرقة المشاة السادسة عشرة بإمرة فيلق الله أكبر، علاوة على فرقة بغداد التي خرجت من إمرتك قبل يومين، وتخرج فرقة 34 مشاة من إمرة فيلقك بإمرة عضو القيادة غازي العبيدي.... فتدخل رئيس أركان الحرس الجمهوري قائلا: يجب سحب اللواء الرابع عشر من كربلاء... فوافق قصي على ذلك... وبعد الحاح مني على هذا الموضوع بقي جحفل معركة في قضاء المسيب غرب نهر الفرات لحماية جسري المسيب القديم والجديد.... وطلبت من المشرف الموافقة على نسف جسر القائد الاستراتيجي على نهر الفرات... فواق على هذا...



بعد فترة من المحادثة مع رئيس أركان فيلقي جاءت مكالمة من شخص لا أعرفه يدعى اللواء مظهر... ولا أدري من أين يخابرنا..... أفاد بأن القوات الامريكية اندفعت شمال كربلاء وأن أرتالها المدرعة تتحرك من جرف الصخر باتجاه الجسر المؤدي الى منطقة اليوسفية؟؟؟ عندها طلبت من رئيس اركان الفيلق أن يتأكد من هذا الخبر بواسطة سرية الاستطلاع العميق وأكدت عليه على نسف الجسر وإعلامي فورا....



وبعد انصراف الجميع... قلت للشهيد قصي: سيدي إن مصير بغداد الكارثي سيتحقق خلال 48 ساعة القادمة... أرجو أن أكون مخطئا في رأيي هذا... أرجو السماح لي بالعودة إلى مقري... فنظر لي نظرة حزينة لم أعهدها منه قبلا.. وقال: على راحتك... تفضل... وخرجت حزينا وكانت هذه آخر مرة أراه فيها... حيث بعدها ((استشهد قصي مع ابنه مصطفى وشقيقه عدي، على اثر معركة بطولية خاضوها مع العلوج الامريكيين في الموصل في شهر تموز 2003 استمرت لست ساعات متواصلة...))..



سرت في شوارع بغداد حزينا حيث كانت الصواريخ الاجرامية تقصفها بوحشية... وعلى ما يبدو ان ظهور دوريات العدو قرب ناظم المجرة غرب الفلوجة وشمال الرمادي وانزال قوة في منطقة سد حديثة (140 كم شمال الرمادي) قد يكونا سببا في ذلك القرار الذي اتخذه صدام بمشورة لا ادري من أشار عليه بها... وخلال ما أنا فيه تم اعلامي بتقرير الاستطلاع العميق الذي رصد أكثر من 150 دبابة وعجلة قتال مدرعة امريكية اندفعت باتجاه جرف الصخر... بعدها جاءني خبر وقع علي كالصاعقة، وهوأن العدو هاجم الجسر، وأن هناك احتمالا بأنه تمكن من عبوره...



معركة الفيلق الأخيرة.... (ص 332)....

كنت اتدارس الموقف المستجد مع رئيس أركان الفيلق وعدد من ضباط الركن وكيفية ترتيب دفاعاتنا... حين وصلتنا معلومات تفيد أن عناصر استطلاع العدو شوهدت قرب منشأة القعقاع لصناعة البارود في اليوسفية... أي أن العدو اخترق بعمق 15 كم من الضفة الشرقية لنهر الفرات.... بسرعة دفعنا كتيبتين من اللواء المدرع العاشر من اتجاهين: اتجاه اللطيفية – المنشآت الصناعية – الجسر، ومن مفرق اليوسفية – المنشآت – الجسر، ثم دفعنا ما تيسر لنا من قوات خاصة من اللواء الثالث واللواء 26 بأسرع ما يمكن، واعتبرنا قناة اليوسفية هي منطقة التحشد... وأنذرنا اللواء 22 من فرقة نبوخذ نصر في قاطع الحلة للتهيؤ للحركة مع مسك مفرق اليوسفية بكتيبة دبابات المنصور من اللواء العاشر...



تأكد وجود العدو فعلا في المكان المحدد وكان عبارة عن سرية عجلات مدرعة... ثم فاجأني رئيس أركان الحرس الجمهوري ومدير الأركان العامة اللواء حميد اسماعيل عندما وصلا إلي من طريق فرعي من اتجاه العدو، وأكدا لي مشاهدة العدو، فأكبرت فيهما ولهما هذا الموقف الشجاع... وعند استفساري منهما علمت أن المشرف، الشهيد قصي، طلب منها تدقيق الموقف، وكانت شجاعة رئيس أركان الحرس الجمهوري قد دفعته إلى مخاطرة كبيرة... حيث كاد أن يقتل هو وصاحبه.... وعند منتصف الليل لم تصلني من القطعات سوى سرية قوات خاصة بإمرة آمر الفوج الثالث وجزء من مقر اللواء قوات خاصة، وسرية استطلاع فرقة المدينة، وسرية مقاومة الدبابات من الفيلق (صواريخ تاو محمولة على ناقلات)... فطلبت من القوة التماس بالعدو لحين وصول القوة الكبرى...



يوم الثالث من نيسان خضنا معركة الجسر، وكان قائد فرقة المدينة المنورة معي يقود جزءا من المعركة هذه على المحور، وكذلك آمر اللواء العاشر العميد الركن سعد الحياني يقود قوة من الاتجاه الآخر.... وكنت قد دفعت القوات الخاصة على امتداد قناة اروائية جافة تتصل بمنطقة او عطفة الجسر... وبعد ساعتين من القتال استشهدت مجموعة القيادة والمخابرة التابعة لي ومن ضمنها العقيد جميل، وكذلك جزء من مقر قائد فرقة المدينة المنورة نتيجة للغارات الجوية المعادية... وقد نجوت مع قائد الفرقة من موت محقق أكثر من ثلاث مرات... وقد أدهشني مراسلي الجندي محمود الذي قذف بنفسه فوق ظهري ليحميني عند انفجار مقذوفات جوية بالقرب منا.... وضاع أملي في دفع جماعة تدمير الجسر بقيادة آمر الهندسة العسكرية للفيلق العميد الركن جاسم محمد وبإسناد آمر الهندسة العسكرية في الحرس الجمهوري اللواء الركن بكر عبد الكريم...



وكان موقف آمر كتيبة دبابات الوحدة المقدم الركن قيس العداي مذهلا حين أوجزت له مهمته ومدى خطورتها... فأدى لي التحية قائلا: أنا المقدم الركن الشهيد قيس أقسم أن لا أعود إلا بتحقيق هدفي....... وبعد نصف ساعة... ارتقى شهيدا ... حاولت جاهدا سحب جثمانه ((الطاهر)) ولم يفلح من أرسلتهم إلا بجلب رتبته بسبب شدة النيران المعادية...



ومن المشاهد المؤثرة أن ضابطا برتبة نقيب من صنف القوات الخاصة يدعى طارق وقف أمامي وكان معي قائد الفرقة، حيث اقتربنا من القوات الخاصة وهم في اشتباك شديد مع العدو... وحين تأكد من يقف أمامه قال لي: سيدي إن آمر لواء القوات الخاصة الثالث طلب مني منعك من التقدم أكثر، ولشدة احترامي لك لن أتمكن من ايقافك... إلا أنني سأضع البندقية على بطني فإن تقدمت خطوة خرى قتلت نفسي!!! فقلت له اسمع يا ولدي إن شرف العراق على وشك أن يدنس اذا ما دنست بغداد... فلم يعد هناك حدود في المستويات ولم يتبق لنا سوى ساعة واحدة لشروق الشمس... إن لم ننجح فيما قيمة حياتنا....



ومع انبلاج ضوء الثالث من نيسان وصلت طلائع القوات الخاصة الى عطفة الجسر... وفي هذه اللحظات شنت اعداد كبيرة من الطائرات المعادية والمروحيات سلسلة من الهجمات الشديدة.. بحيث لم يتبق لي اية دبابة او ناقلة.. ودمرت عجلات القيادة العائدة لي ولقائد الفرقة.. واشرقت الشمس وطائرات العدو تمعن في قصفها الاجرامي... ثم تبين لي عند نهاية الجسر وجود أكثر من ستين دبابة وعجلة قتال معادية وعشرات المروحيات، ناهيك عن الطائرات المقاتلة التي لم يتوقف قصفها... وفي حدود السادسة والنصف صباحا قطعنا التماس بدروع العدو... حيث خفت الغارات الجوية التي كانت تحيل ليل بغداد الى نهار... وقد مللأ أعمدة الدخان المتصاعدة سماء المنطقة... وقد آلمني كثيرا أجرام الطائرات المعادية بقرى الفلاحين... فقتلت الكثير منهم نساءا وأطفالا وشيوخا.... لم تنقصنا الشجاعة... لكن تقنيات اسلحتهم وتفوقها حسما المعركة.... .



في الساعة التاسعة من صباح يوم الثالث من نيسان جلست وقائد فرقة المدينة المنورة وآمري الهندسة العسكرية للفيلق قرب الشارع الرئيسي في المنطقة وقد انهكنا التعب والالم... وصلنا رئيس أركان الحرس الجمهوري ومعه رئيس أركان فيلقي (الذي أخفى اصابته بشظية في ظهره لشجاعته وإخلاصه).... قلت: لم يقصر أحد.. إن تفوق العدو التقني وقوته الجوية لايجاريان... والرجال قاتلوا حتى النهاية....



وهنا رجاني قائد الفرقة دخول أحد بيوت الفلاحين القريبة منا بمسافة 300 متر تقريبا للراحة حيث لم نعد قادرين على رفع أقدامنا من شدة التعب..... وصلني آمر اللواء الرابع مشاة العقيد عبد السلام ابراهيم الناصري وهو من خيرة آمري الالوية بالفيلق، فكلفته بمهمة مسك موضع دفاعي على قناة اليوسفية بكامل لوائه مع ما تيسر من القطعات المتبقية من المعركة لمنع العدو من الوصول إلى مفرق اليوسفية مهما كلف الأمر...



عندما أوينا إلى ذلك البيت الريفي الخالي من اهله الذين شردتهم الغارات الجوية ليلة أمس وجدناهم قد تركوا عشاءهم كما هو في إحدى الغرف... استرحنا... وبعد برهة استيقطت على أصوات رمي عنيف، نظرت الى صاحبي فوجدته وكأنه جثة هامدة من شدة التعب... ثم جاء عنصر الحماية لي بعجلة من نوع نيسان بترول، كان يقودها الملازم حيدر من مجموعة المخابرة التي كان يرأسها العقيد جميل... وصلت الى القناة حيث تركت اللواء الرابع (مشاة) للدفاع عنها... وكان اتجاه المعركة من اقصى المين منا، أي باتجاه الشمال... ثم عرفت من أحد الفلاحين الهاربين من تلك المنطقة التي تجري فيها الاشتباكات ان العدو استأنف تعرضه من اتجاهين: الاول باتجاه مفرق اليوسفية بغداد، والثاني باتجاه ناحية القره غول، الرضوانية... وكانت تقديرات دروعه تقارب 200 دبابة ومدرعة....



فركبت مسرعا ومعي الملازم حيدر الى نقطة التقاء طريقي بالطريق القادم من ناحية القره غول باتجاه مفرق اليوسفية... ثم فجأة وجدت نفسي امام دبابات المقدمة لذلك الرتل بمسافة لا تزيد عن 200 م... وكانت الدبابات تحيل عجلات الهاربين الى اشلاء مهروسة بكل وحشية واجرام... وكانت مقذوفات المدفعية الامريكية تدمير أي شيء يتحرك أمامها... ثم تمكنت من الاجتياز بعيدا باتجاه مفرق اليوسفية للوصول الى مقري فلي ناحية الرشيد لانقاذ ما يمكن انقاذه.... بعد أن بدلت السيارة التي تدمرت وصارت بلا اطارات جراء القصف... وقد احزنني استشهاد الملازم حيدر....



بعد وصولي الى المقر أصدرت أمرا بحركة فرقة نبوخذ نصر بأسرع ما يمكن لمسك عقدة اليوسفية والدفاع عنها... كذلك أصدرت أمرا الى كتيبة دبابات المنصور لصد العدو في مفرق اليوسفية فورا.. واصدرت آمرا لتحريك آخر ما تبقى من اللواء المدرع الثاني من فرقة المدينة المنورة....



لم يمض وقت طويل حتى دخلت دروع العدو ناحية الرشيد الذي كان فيه مقرنا (بناية دائرة الكهرباء) ونشب القتال في مقري... فصاح احد الضباط: يا للهول.. ثم خرجنا من المقر مع المسؤول السياسي للفيلق اللواء الركن محمود رجا شلاح وضباط الركن الثلاثة... خرجنا بإحدى العجلات بسرعة مذهلة حتى وصلنا الى نهاية طريق ترابي عند بستان فيه دار كبيرة... ومن غرائب الصدف انها كانت لأحدى اقاربي، وهو مهندس، هجر بغداد وآوى للريف لينشد الراحة... فآوانا عنده... وبعد وقت اثبت شجاعة حين وصلت القوة المطاردة فخرج اليها لثنيها عن تفتيش داره....



في ذلك الوقت كنت قد قلت لمن رافقني بأن ينجو بأنفسهم باتجاه بيت الشيخ ابوياسين الذي يقع على بعد بضعة كيلومترات.... وقفت خلف إحدى جذوع اشجار النخيل بينما مضيفي يتجادل مع القوة المطادرة، وقد تعجبت لصغر أعمارهم... لم يتقدموا.. بل انتشروا في المكان وراحوا يمشطون حافات البستان بصليات من رشاشاتهم... وبعد نصف ساعة خرجوا.... لقد صار الغزاة على ألابواب الجنوبية لبغداد....



في يوم الرابع من نيسان حاولت الاتصال بقطعاتي وتجميع ما يمكن تجميعه إلا أنني فشلت... وكانت مشاهد تصاعد الحشود العسكرية الامريكية وحركتها باتجاه بغداد يتصاعد... اما مضيفي فكان سعيدا باقتراب نهاية النظام السياسي في العراق!!!!!.... ((لكن لا ندري إن كان لازال سعيدا... والبلد على ما هو عليه))....



الحلقة القادمة هي الأخيرة.... تليها الخاتمة ((ليست من الكتاب وإنما بعض التعليق عليه))... ثم أخيرا وكملحق للكتاب، شهادة الفريق سيف الدين الراوي



وصلنا الى الصفحة 340 من الكتاب.... وفيها:

ان قوات فيلق الفتح المبين قاتلت بشرف... قامت طائرات الشينوك بسلسلة من الانزالات الجوية خلف خطوط القوات العراقية على محور دجلة...



الانهيار...

شكل تدنيس القوات الامريكية لبغداد ليلة 4-6 نيسان صدمة للجميع، عسكريين وسياسيين....استطاع الشهيد صدام حسين مع بعض الابطال من حمايته الشخصية تدمير دبابتين امريكيتين من القوة المتقدمة بحماية مروحيات أباتشي من طريق منطقة الدورة – مفرق الطريق السريع عند جامع ام الطبول – طريق المطار الدولي.... وكان يراقب الموقف أمام السياج الخارجي لجامع ام الطبول... معظم عناصر فيلق الله اكبر بدأوا بترك اسلحتهم ودباباتهم حسب رواية العميد الركن محمد سطم رئيس أركان فرقة النداء... التي كانت تدافع عن القسم الشرقي من بغداد...



في السادس من نيسان كان هناك قوة تدافع عن المطار بقيادة العميد الركن برزان عبد الغفور الناصري – – حيث كان يقود عناصر من الحرس الجمهوري الخاص، وفدائيي صدام ومن بعض اجهزة الحماية الخاصة... وقد استخدمت القوات الامريكية القنابل النارية الحارقة... وكان قد سبق ذلك تدنيس الامريكيين للجزء الغربي منه.. لكنهم انسحبوا تحت وطأة الخسائر الشديد... فقاموا باستخدام القنابل المحرمة النيترونية....



في الصفحة 342 يقول الفريق رعد: انه ليلة السادس على السابع من نيسان قال صدام للفريق سيف الدين ما يلي بعد أن اعفاه من رئاسة أركان الحرس الجمهوري: لقد سلبت ارادة الحرس الجمهوري على القتال، لقد كنت فيك مخطئا خطئا كثيرا، ولم تكن تقديراتك صحيحة لكل المواقف... وأوكلت قيادة الحرس الجمهوري إلى وزير الدفاع (سلطان هاشم)، ورئيس أركان الجيش (ابراهيم عبد الستار)......اللذين طالما تآمر عليهما هذا الرجل من خلال شخصيته المريضة.... لكن الفريق سيف لم يترك ميدان المعركة وأبدى شجاعة كبيرة وكأنه يريد الموت، ولم يبق معه إلا ولده يحمل سلاحا لحمايته وكذلك قائد فيلق الله أكبر الذي كان مجبرا على مرافقته.....


في 7/4 تمكنت القوات الامريكية من التوغل في بغداد من جنوبها الشرقي ومن شرقها، النهروان – بعقوبة – الرستمية، ومن غربها: الرضوانية – المطار الدولي – القصر الرئاسي، الجزء الغربي منه، ومن جنوبها الغربي الدورة – الطريق السريع – مدخل الكرادة من جهة الجسر ذي الطبقتين.... وكانت الهندسة في فرقة النداء وهندسة مقر الحرس الجمهوري قد نسفت جسر نهر ديالى وجسر المثنى على نهر دجلة شمال بغداد..... وفي اجتماع للشهيد صدام مع بعض عناصر المقر العام للجيش والحرس الجمهوري ظهر برباطة جأش وردد أكثر من مرة إنه يرى النصر قريبا جدا....



في 8/4 اصدرعلي حسين المجيد الذي وصل سالما من البصرة بسيارة اسعاف أمرا لتجميع ضباط المقر العام من رتبة فريق إلى ملازم في نادي الضباط بمنطقة الكسرة لتوزيع الاحزمة الناسفة عليهم لتدمير الدروع المعادية بأجسادهم %-( ... ولا أعرف ما درجة تنفيذ هذا الأمر الغريب .. وفي نفس هذا اليوم دنس الامريكان بدباباتهم بغداد ومركزها الغربي وسيطروا على جسورها.... وواجهوا مقاومة شديدة متفرقة... كان قوامها المتطوعين العرب الذين قدموا إلى بغداد قبل العدوان... وكانت نسبة السوريينبينهم كبيرة...
(فقط السوريين شرفاء من بين العرب اما الباقي من السعودية الى الاردن مصر العهر و الخيانة الخ الخ لا اريد ان اطيل )


يوم 9/4 حصل ما حصل حين دنست قوات الفرقة الثالثة الامريكية جميع انحاء بغداد وقامت بتدنيس تمثال الشهيد صدام بذلك المشهد المعد صهيونيا والمخرج امريكيا، وكان حولهم بعض الغوغاء والسفلة من طراطير وخنازير الاحزاب المتعاونة مع المحتل وخونة الاكراد وخنازير الجلبي.....



وفي هذا اليوم بالذات شوهد الشهيد صدام حسين في الاعظمية مع نجله قصي ووزير الدفاع سلطان هاشم



ثم غادر علي حسن المجيد مع رئيس أركان الجيش ابراهيم عبد الستار معهم مجموعة من الفدائيين والمتطوعين العرب حيث خاضوا معركة عند جسر الطارمية على نهر دجلة شمال شرق بغداد، وارتقى منهم احدى عشر شهيدا....



وحدث المشهد الهجمي الذي رأيناه جميعا من سرقة وقتل وسلب ونهب وغوغائية كان معد لها

بعناية فائقة بالتعاون مع الصهاينة والامريكان وسفلة وشواذ ال الانبطاح من اعراب الجزيرة الحاقدة الخونة....



ص 345 يقول الفريق رعد:

عندما ايقنت بانتهاء كل شيء مررت على قريبي المهندس عبد الله الحمداني لوداعه وعائلته ولأشكره على قدمه لي من عون... سرحت نائب الضابط ابراهيم وعناصر الحماية واستأذنته لاصطحاب ابنه ليث معي ليدلني على بيت شيخ عشيرة الحمدانيين (أبوياسين) للاستعانة بحفيده بلال كدليل معي لإيصالي إلى مقري في قضاء المدائن لأجمع ضباط المقر لمواجهة مصيرنا بعد الذي حصل... وحين وصلنا الى الضفة المقابلة للمقر كان هناك بضع عجلات امريكية سمحت للفوضويين والغوغاء واللصوص والخمينيين المجوس بنهب ما فيه...



ثم لجأت إلى إحدى المزارع للبحث عن عائلتي من خلال بعض الاعوان، فعلمت بلجوئهم إلى أقربائنا في ديالى.. وأنهم بخير إلا أن ابني البكر الملازم المهندس أحمد فقد فقد في الايام الاخيرة للعدوان... وبعد حملة بحث وجد جريحا عندما اصيب بثلاث طلقات من رشاش دبابة امريكية... اسعفوه الامريكيين مع بعض الجرحى وتمكن أحد جنودنا ويدعى عمر من ايصاله الى اقرب مركز صحي.... وبعد معاناة طويلة تمكنت العائلة من الاجتماع في بيتنا غرب بغداد....



وبعد حوالي الشهر تمكنت بوساطة أحد الاصدقاء من تسليم نفسي لإحدى الدوائر العسكرية الامريكية بعد فترة من التخفي بملابس القرويين....



آه على بلدنا وآه على شعبنا... تبا للأحقاد الغبية التي ستوصلنا إلى التمزق الشنيع لشعب من أرقى وأطيب الشعوب...



ربنا لا تؤاخذنا إلى نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا...

الفريق رعد مجيد الحمداني

بغداد 2004

((انتهى))



إذن.... انتهى الكتاب بتلك الآيات الكريمة...

وهكذا تعرفنا أكثر على بطولات جيش عربي عظيم مغوار شجاع... جيش البطولة، وجيش المهمات الصعبة، والجيش المغور، جيش أسد بابل..... والذي خاض أشرف المعارك و الملاحم البطولية العظيمة بوجه أعتى قوة عسكرية... قوة تملك الطائرات المسيرة تكنولوجيا وحاملات الطائرات والاسلحة الحديثة المدمرة... والصواريخ الموجهة بالليزر من المبردة صيفا والمدفأة شتاءا.. ومع كل هذا التطور التفني الهائل تقف بوجهها وتصدها وتكسر شوكتها مقاومة وطنية بسيطة بأسلحة معروفة... لكن بإيمان وعزم لايلين وبتصميم لا يفتر...
الشمس شمسي و العراق عراقي [*][*][*] ما غير الدخلاء من اخلاقي

صورة العضو الشخصية
نبوخذنصر
Private - Jundi
Private - Jundi
مشاركات: 27
اشترك في: الخميس أكتوبر 18, 2012 7:42 pm

Re: قبل ان يغادرنا التاريخ

مشاركة بواسطة نبوخذنصر » الثلاثاء أكتوبر 23, 2012 6:59 pm

ابو حسين العراقي كتب:اخي الكريم الفاضل : لو تكرمت على باقي اخوتك الاعضاء اتمنى لو تكون كتابة الموضوع على شكل اجزاء مفصلة وسهلة القراءة حتى ولو استغرق الامر وقتا حتى يتسنى للجميع القراءة والاستفادة وتقييم جهودك في الموضوع وبارك الله بيك


اسف اخي واجهت صعوبة بتكبير الخط لكوني مستجد في هذا المنتدى الرائع و ااحب انوه انو هذا الكتاب منقوووووووول بتصرف و بتنقيح قدر الامكان من شبكة البصرة مع مراعاة تغييرالالقاب مع محاولة مسح او الغاء صفة الشهيد حسب ما ذكر كاتب المقال لذ لا يتصور احد اني اترحم على مجرم فطس مثل صدام سامحوني ان نسيت امصح كلمات المدح بحق ال صدام ال.......... و اعتذر من اخوتي الكبار ان بدا اي تقصير

تحيتي و احترامي :-h
الشمس شمسي و العراق عراقي [*][*][*] ما غير الدخلاء من اخلاقي

ايسوس العراق

Re: قبل ان يغادرنا التاريخ

مشاركة بواسطة ايسوس العراق » الثلاثاء أكتوبر 23, 2012 11:52 pm

السلام عليكم انا لدي الكتاب لكن ليست نسخة اصلية بل تم بث سموم بها للاسف من قبل العربان ...بتسميات طائفية وتغيرات بكتابة السيد الحمداني
لذلكـ احاول ان اجده ككتاب اعتيادي مو الكتروني ...
اخي العزيز اهلا بك معنا "نبوخذنصر "
هنا الصورة توضح كيفية تكبير النص
في الردود والمواضيع

صورة

أضف رد جديد

العودة إلى “كتب، جرائد و مجلات”